كثيراً ما نسمع طلاب الدراسات العليا يقولون: “أريد أن أبدأ الماجستير أو الدكتوراه، لكنني لا أجد موضوعاََ أعمل عليه.” وكذلك طلاب البكالوريوس، حين يُطلب منهم إعداد بحث التخرج، تجدهم في حيرة: من أين يبدؤون؟ وكيف يختارون موضوعاً مناسباً؟ في البداية، من المهم أن نُدرك أن البحث العلمي هو وسيلة لحل مشكلة ما بطريقة علمية منهجية، تُكتب وتُوثَّق بأسلوب أكاديمي في شكل رسالة أو ورقة علمية. أولاً: كيف تختار موضوع بحثك؟ اختيار الموضوع ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى قراءة معمقة، ومتابعة مستمرة، والاطلاع على الأبحاث السابقة في مجالك عبر المكتبات الرقمية والمصادر العلمية الموثوقة. اسأل نفسك: ماذا أنجز الباحثون من قبلي؟ ما العقبات التي واجهوها؟ ما التوصيات التي طرحوها؟
من هنا تبدأ في اكتشاف ما يُعرف بـ الفجوة البحثية. ما هي الفجوة البحثية؟ يمكن تعريف الفجوة البحثية (Research Gap) بأنها قضية أو جانب علمي لم تتم دراسته من قبل أو لم يُغطَّ بحثياً بالشكل الكافي، ولم تجد له الأبحاث السابقة حلولاً واضحة أو تطبيقات عملية مناسبة. الباحث الجيد هو من يلتقط هذه الفجوات، ويغوص في تفاصيلها ليستخرج منها معرفة جديدة ورؤية حديثة تسهم في تطوير المجال العلمي. أنواع الفجوات البحثية: الفجوة البحثية ليست نوعاً واحداً، بل لها أشكال متعددة، منها: فجوة مكانية: اختلاف موقع الدراسة (منطقة أو دولة جديدة). فجوة مجتمعية: اختلاف فئة المجتمع المدروس. فجوة زمانية: إعادة الدراسة في زمن مختلف لاختبار التغيرات. فجوة تطبيقية: استخدام طريقة جديدة في التطبيق أو الأدوات. فجوة تحليلية: توظيف أساليب تحليل بيانات مختلفة. إذن، من أي دراسة سابقة يمكنك الخروج بفكرة جديدة تُشكّل أساساً لبحثك القادم، دون الوقوع في فخ الانتحال المعرفي (Plagiarism). كيف تتجنب الانتحال وتبتكر فكرتك؟ السر في التغيير الذكي: بدلاً من نسخ موضوع سابق، غيّر في مجتمع الدراسة، أو المكان، أو الزمان، أو المنهجية التطبيقية، أو أسلوب التحليل الإحصائي. اقرأ الورقة أو الرسالة السابقة بتمعّن، وركّز على: الملخص (Abstract)، النتائج والتوصيات (Recommendations & Conclusion) اسأل نفسك: ماذا فعل الباحثون؟ إلى ماذا توصلوا؟ ما الصعوبات التي واجهوها؟ ما الجوانب التي لم يتمكنوا من دراستها؟، من هنا ستجد الفكرة المناسبة لبحثك الجديد.
الذكاء الاصطناعي ودوره في كشف الفجوات البحثية: مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان تحليل الأوراق العلمية واكتشاف الفجوات البحثية تلقائياً باستخدام أدوات متقدمة تعتمد على منهجيات عالمية مثل: PRISMA 2020, JBI, Cochrane ولذلك طورت GPT مخصص يوفر الوقت والجهد للباحثين، ويساعدهم على تحديد الفجوات البحثية بدقة عالية: 🔗 رابط أداة كاشف الفجوات البحثية: https://chatgpt.com/g/g-68ecbf72e13c81918c3f6efa3e6ef888-kshf-lfjwt-lbhthyhttps://chatgpt.com/g/g-68ecbf72e13c81918c3f6efa3e6ef888-kshf-lfjwt-lbhthy
ختاماً: البحث العلمي ليس مجرد تكرار لما كُتب، بل هو إضافة نوعية للمعرفة تبدأ بفكرة صغيرة وتنضج بالقراءة والتحليل والتفكير النقدي، فكن من الباحثين الذين يُسهمون في سد الفجوات لا في تكرارها.