صدر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لعام 2024 حول جودة التعليم، والذي أشار إلى غياب الجامعات السودانية كلياً عن التصنيف العالمي، إلى جانب خمس دول عربية أخرى هي ليبيا والصومال والعراق وسوريا واليمن. ووفقاً للتقرير، جاءت قطر في صدارة الدول العربية والرابعة عالمياً، بينما احتلت سنغافورة المركز الأول عالمياً تلتها سويسرا. يُعدّ المنتدى الاقتصادي العالمي منصة لمناقشة القضايا الاقتصادية والسياسات العامة، وليس جهة أكاديمية متخصصة في تقييم الجامعات، ومع ذلك فإن نتائجه تمثل مؤشراً يستدعي الوقوف عنده. فتصنيفات الجامعات العالمية تعتمد عادةً على جهات أكاديمية مرموقة مثل: تصنيف التايمز (THE) الذي يركّز على جودة الأبحاث. تصنيف كيو إس (QS) الذي يعتمد على السمعة الأكاديمية وتوظيف الخريجين. تصنيف شنغهاي (ARWU) الذي يقيس جودة التعليم والبحث العلمي. ويبومتركس (Webometrics) الذي يركّز على الحضور الرقمي للمؤسسات الجامعية. ويستند التصنيف العالمي عادةً إلى معايير تشمل: السمعة الأكاديمية، جودة البحث العلمي، نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، مخرجات الأبحاث المنشورة في مجلات عالية التأثير، الاستشهادات العلمية، وفرص توظيف الخريجين. رغم عدم اختصاص دافوس الأكاديمي المباشر، إلا أن مخرجات تقريره تمثل تنبيهاً مهماً لحاجة قطاع التعليم العالي في السودان إلى إصلاحات عاجلة تضمن عودة الجامعات السودانية إلى خارطة التنافس الدولي. وتتضمن الأولويات المطلوبة: تعزيز الإنتاج البحثي في مختلف التخصصات. تفعيل التعليم الإلكتروني وتقنياته الحديثة. بناء شراكات أكاديمية ذكية مع الجامعات الإقليمية والدولية. تطوير برامج الأستاذ الزائر والطالب الزائر. دعم الحوكمة الرقمية والانتقال إلى بيئة تعليمية مواكبة للتكنولوجيا. تعزيز الارتباط بالمؤسسات البحثية والمهنية. ختاماً، فإن غياب الجامعات السودانية عن التصنيف العالمي لا يمسّ الاعتراف الأكاديمي بها، لكنه يؤثر على سمعتها وظهورها الدولي، ما يضع عبئاً إضافياً على أساتذتها وطلابها لزيادة الإنتاج العلمي واستعادة المكانة الأكاديمية المستحقة.
تحديات خروج الجامعات السودانية من تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) لعام 2024
د. الفاتح يس
أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والاستدامة